-
Notifications
You must be signed in to change notification settings - Fork 5
/
0364YahyaIbnCadi.FiQawlnaWaTajassada.Tertullian007-ara1
17 lines (10 loc) · 5.42 KB
/
0364YahyaIbnCadi.FiQawlnaWaTajassada.Tertullian007-ara1
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
######OpenITI#
#META# Author: يحيى بن عدي بن حميد بن زكرياء
#META# Title: في قولنا "وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء"
#META# Source: https://www.tertullian.org/fathers/sbath_17_yahya_ibn_adi_03.htm
#META#Header#End#
# <70> في قولنا "وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء" من كلام الشيخ يحيى بن عدي[14]
# لما سأل بعض الاخوة واحد بعد واحد عن معنى قولنا في الامانة الجامعة "وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء" واجيبوا بما لاق بكلّ منهم وجب[15] اثبات ذلك ليذكروا[16] ما نظر فيه العلماء ويصلحوه إن احتاج الى اصلاح في اللفظ والمعنى لينتفع به[17] من يحتاج اليه.
# فاقول: ان الاصل الذي اُخذ منه هذا القول هو الانجيل المقدس لأنه فيه مكتوب "مريم المولود منها يسوع الذي يدعى المسيح[18] ، وولدت ابنها البكر ودعي اسمه يسوع[19] وان الذي تلده هو من الروح القدس وتدعو اسمه يسوع[20] ووُجدت حبلى من الروح القدس[21]" فقد ثبت ان يسوع المسيح ولد من والروح القدس ومن مريم العذراء وقد بيّن بولس الرسول جهة <71> ولادته من امه فقال "انه ولد بالجسد من امراة"[22] يعني ولد بناسوته من السيدة مريم العذراء ، وقد ثبتنا في مقالتنا[23] السابقة لهذا القول أن ناسوته محدث.
# ولا بد لوجود كل محدَث من اسباب مثل النجار والخشب وغيره[24] ، فسببه الفاعل وهو اللاهوت الواحد الخالق لكل مخلوق اعني لاهوت الاب والابن والروح القدس ، وسببه المادي هو مريم العذراء ، وكما انه لا يمكن أن يُتخذ من الحديد سيفٌ دون أن تحلّ النار فيه وتهيئه لامكان ايجاد السيف منه ، هكذا لم يوجد من مريم العذراء ناسوت من دون أن يحلّ عليها الروح القدس ويعدّها لاتخاذ الناسوت منها ، ولهذا لما قال لها الملاك "ها انت تحبلين وتلدين"[25] وقالت "كيف يكون هذا ولم اعرف رجلاً"[26] قال لها "الروح القدس يحلّ عليك"[27] فالروح القدس <72> جلع فيها قوة طبيعية على تكوّن الجنين منها.
وهذا كما كُتب في التوراة "وروح الله كان ترفّ في المياه"[28] فان الروح حلّ على الماء وجعل فيه قوة طبيعية لأن يُستخرج منه حيوان ، ثم قال الله بعد ذلك "ليخرج الله حيواناً فأخرج"[29] وهذا كما يحضن الطائر بيضه قوة حياة وبعد ذلك يُستخرج منه الحيوان. ومعلوم ايضاً أن نسبة المرأة لمن يولد منها نسبة الارض لما نبت منها، فكما شاء الله في مبدإ الخليقة أن تخرج الارض نباتاً من دون تقدم زرع نبات فيها هكذا شاء تعالى أن تحبل امرأة من غير زرع بشر فاما لفظة "من" في التبعيضية في قولنا "ومن مريم" كقولنا خاتم من ذهب لأن الناسوت جزء من مريم لكون الخاتم قطعة من الذهب مع صورة الخاتم التي صنعها <73> الصائغ في تلك القطعة من الذهب ككون كل جنين من امه، وهي[30] في قولنا "من الروح القدس" اعني لفظة "من" بمعني المصنوع منه، كما يقال الكل من الله لا بمعنى أن شيئاً جزء من الله بل بمعني أن كل شيء مصنوع من الله ولا فرق بين ان نقول ان الناسوت مصنوع من الروح القدس وأن نقول انه مصنوع من اللاهوت فاللاهوت هو لاهوت الآب وهو لاهوت الابن وهو لاهوت الروح القدس، فقد تبيّن أن الروح القدس أعد مريم للحبل بما صورة اللاهوت من طباعها على التدريج الطبيعي في نموَّ الجنين في بطن الحبلى به، ولهذا كُتب قديماً: "الحكمة بنت لها بيتاً"[31] ففي لفظة البناية إشعار بالفاعل وهو اللاهوت وبالمادة وهي الطبيعة المريمية وبالمفعول وهو الناسوت المسيحي وبنموّه قليلاً قليلاً وهو تكوّنه الطبيعي، وفي قوله "بنت لها بيتاً" اشعار[32] بحلول اللاهوت في الناسوت. وهذا هو حلول اتحاد لا حلول سكن كاتحاد النفس بالبدن في الانسان <74> فمريم العذراء مادة والروح القدس معدٌ والناسوت مصنوع واللاهوت صانع واقنوم الابن متحد بالناسوت في اول وجوده كاتحاد النفس بالبدن والمسيح متقوم منهما اعني من لاهوته وناسوته باتحادهما ووجودهما فيه ولهذا يصحّ وصفه باوصافهما.